الاثنين، 16 أبريل 2012

لماذا كرة القدم؟

حين أرى الحماس الشديد الذي يقع فيه الناس نتيجة متابعتهم لكرة القدم في كأس العالم يراودني سؤال قد يبدر في ذهن أي متابع لكرة القدم بصورة عامة أو لكرة القدم في كأس العالم خاصة: لماذا كرة القدم، ولماذا كأس العالم؟
أرى أن مباراة كرة القدم صورة مصغرة للحرب، وهل يستهجن هذا التشبيه عندما يكون الملعب يقرب في مساحته من العشرة دونومات، إنه ملعب مثل ساحة حرب تخلو من المرتفعات والمنخفضات بحيث يغدو اللاعبون مكشوفين للجمهور.
يبدو ملعب كرة القدم ذا دور كبير في تحقيق هذه الجماهيرية، فهو يتيح المجال لأكبر عدد من الجماهير لكي يحضروا المباراة الواحدة، ولعل في ذلك بعض ما يسوغ انتشار الشاشات الضخمة التي تعرض المبارايات أمام جمع غفير من الناس ولا سيما في المدن الكبيرة.
لا نجد في مباراة كرة القدم أوجها مغطاة كما هو الحال في كرة القدم الأمريكية مثلا، أو أوجها تغوص تحت الماء كما هو الحال في رياضة السباحة مثلا، بل  نجد ملامح الفرح والنشوة والحزن في أوجه اللاعبين الذين يتوجهون إلى الجمهور بروح من حقق نصرا عظيما لبلاده، ولا شك في أن لذلك دورا كبيرا في تحقيق تواصل عاطفي إنساني بين اللاعب والجمهور، فكيف تتعاطف مع لاعب فرح بالنصر ولم تر العرق يتفصد من بين ثناياه كما هو الحال في رياضة المبارزة مثلا.
والحقيقة أنني عشت مع كأس العالم الذي لا أتابع غيره في المحافل الرياضية على أنه حرب، بقيت أشجع المنتخبات الإفريقية إلى أن خرجت مع المنتخب الجزائري، ثم توجهت إلى المنتخبات الأمريكية الجنوبية بدعوى التقاء بعض إيديولوجيات بلدانها معنا، إضافة إلى التقائها معنا في فقرها المدقع، وبعد أن خرجت هذه الفرق جميعها لم أجد أحدا لأشجعه. لعلنا سنلعب الآن في داخل تناقضات أوروبا: إسبانيا….لا يمكن؛ ومحاكم التفتيش وانعدام تسامحهم مع المسلمين …. بعد ثمانمئة عام لا تجد مسلما واحدا من أصل إسباني…. ما هذا الإفراط في العدائية. هولندا تبقى أقرب بالرغم من حيازتها لعدد كبير من الصهاينة.
لا يمكنني أن أعيش كأس العالم دون أن أعيش الحرب…دون أن أعود للواقع.
أرى أن مثل هذه المحافل الرياضية تجذبنا إلى شكل من أشكال تزييف الواقع، وكأن الأمم لم يبق لها أن تتحارب إلا من خلال كرة القدم! والحقيقة أنني أتطلع إلى مثل هذه الحالة المثالية بشوق؛ لكن كيف يكون ذلك في ظل عالم تسعى فيه الدول الغنية إلى نهب الدول الفقيرة؟ كيف يكون في ظل عالم يدعم الكيان الصهيوني الذي زرع في قلوبنا؟؟؟؟   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق